حيث تجتمع الأفكار مع حديث النفس ... نلتقي هنا ... : )

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

غازي القصيبي ... مسيرة عطاء وانجاز عظيمة

بسم الله الرحمن الرحيم



في يوم من الايام قال لي الولد - حفظه الله - :

" أحبب حبيبك هونا ... فربما يكون في يوم من الأيام بغيضك ... وابغض عدوك هونا ... فربما يكون في يوم من الايام حبيبك "

يوم الاحد الماضي .. لم انم الا متأخراً لعدة أسباب منها انني كنت اقرأ رواية من روايات وحبني واحبك و بعدين اسحب علي وباقعد اصيح وبعدين بنرجع نحب بعض


خلصت منها وانا اقول ما بغت تخلص هالرواية ...

اعدت الرواية الى مكتبي المتواضعة ... ولولا انها جديدة كان رميتها في الزبالة وانتم بكرامة

لمحت عيني كتاب حياتي في الادارة للدكتور غازي ورأيت الغلاف الذي هو عبارة عن صورته بنظاراته الكبيرة نوعاً ما

استسلمت للنوم ... لكي اصحو في تمام الساعة الواحدة ظهراً على خبر وفاة الدكتور

غسلت وجهي وتوضأت وصليت صلاة الظهر وبعدها فتحت الفيس بوك والانترنت



لكي أرى التالي :
انقسم الناس الى جزبين :
1- فرحون بوفاته ( وبصراحة مدري وش يحس فيه اللي يفرح بوفاة مسلم ولو كان لاعن ابو خيرك )
2- حزينون على وفاته
وان كان هناك فئة آثرت الصمت في هذا الموقف

لا أخفيكم أنني حزنت كثيراً على وفاة مثل هذا الشخص

فهذه النوعيات هي من نحتاجها في هذه الاوقات في جميع مرافقنا الحكومية

في نفس الليلة خرجت لشرب القهوة مع بعض الاصدقاء وكان هذا الموضوع دائراً بيننا

الاحظ وبصراحة على المجتمع ملاحظتين ولا أبرئ نفسي منها :
1- هناك من يذكر الاخطاء ويتجنب المحاسن
2- يذكر المحاسن ويتجنب الاخطاء
وقلة من هم يعدلون في ذلك

و ما ادهشني بصراحة احد الاصدقاء " اللي خقيت معه " وكان من المعارضين لمسيرة الدكتور اللي بعد ما طلع الكلام اللي في راسه سألته سؤال قلت له بالحرف الواحد " صف لي مسيرة الدكتور يا عزيزي ؟! " قال لي و كله سعادة " وزير العمل بس ! "

يا حظي فيك يا صديقي

طيب يوم انك ما تعرف الرجال زين ... تتكلم عنه ليش <<  بالله حطوها على قائمة الاخلاق السعودية

للي ما يعرفون الدكتور حق المعرفة يسمحون لي بالتعريف عنه .. واللي يعرفون فلا مانع من التذكير : ) "

صالح بن عبد الرحمن القصيبي
ولد في يوم  الثاني من شهر مارس عام 1940 في منطقة الأحساء .. وتوفيت والدته بعد ولادته بتسعة أشهر

لم يكن له اقارب ولا اقران في نفس عمره حتى انه كتب في أحد كتبه :
"ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم) "

انتقل الى المنامة عاصمة البحرين .. اكمل مشواره التعليمي الى نهاية المرحلة الثانوية وبعدها الى القاهرة ليتخرج بشهادة البكالوريس من كلية الحقوق حيث كتب رواية " شقة الحرية " التي وصفت واقعه هناك في تلك الفترة

عاد الى السعودية ولكن بعدها غادر الى الولايات المتحدة الأمريكية ليعود بعد 3 سنوات حاملاً شهادة الماجستير في العلاقات الدولية

وبعدها عاد الى السعودية ليكمل درجة الدكتوراه ولكن بعد فترة عملية قرر ان يقضيها في جامعة الملك سعود
وانظر الى ماذا حدث :
" ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي)، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان ! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر. "

لن أعلق بصراحة ! .. فالحروف تخونني هنا :(

وبعدين وش صار ؟!!

"وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي مبادئ القانون  ومبادئ الإدارة العامة، إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية، التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة، دون علمه، ليأتي أمر الملك فيصل باعتماد أسماء أعضاء اللجنة، فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية. ومع أوائل العام 1966 كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي 1967 غادر نحو لندن، ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن، ثم عاد إلى الرياض في 1971، ولكنه قد أصبح (الدكتور) غازي، ليبدأ مشواره العملي، ويصل إلى مجلس الوزراء بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام 1975 م."

بعدها شغل تلك المناصب الى وفاته رحمه الله :

# عمل مستشار قانوني  في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
# عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391هـ.
# مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 هـ.
# وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 هـ.
# وزير الصحة 1982 / 1402هـ
# سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 هـ.
# سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412هـ.
# وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423هـ.
# وزير العمل 2005 / 1425 هـ.

لم تنتهي المسيرة الى هنا بل كان الرجل شاعراً وأديباً ومفكراً معروفاً
اقرأ ما كتب عنه هنا :

" القصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و"سبعة" وسعادة السفير والجنيّة. أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة  التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها التنمية، الأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا  و100 من أقوالي غير المأثورة وثورة في السنة النبوية وحتى لا تكون فتنة. "

ولا ننسا كتابه حياة في الإدارة .. الذي تناول حياته حتى تعيينه سفيراً في لندن


بعد هذا كله .. بعد مسيرة اعتبرها بالناجحة
أرى أن نتمهل في الكلام في هذا الموضوع
فلا تتكلم بمنطق العقل وبالمقابل لا تتكلم بمنطق العاطفة
فالاتزان شي مطلوب
انا سأبين وجهة نظري باختصار :
" الرجل قدم الكثير الى هذا الوطن .. وكم رأينا من تواضعه صور كثيرة .. ومنها انه يشتغل في مطاعم لكي يرغب الشباب السعودي في العمل في مثل هذه المهن .. وفي المقابل يا سادة نحن لا نرى الا جانباً واحداً وهو الجانب الظاهر أمامنا .. بيجي واحد ويقول انا والله سمعت كذا والثاني يقول سمعت كذا .. انا لا اكذبكم ولا اصدقكم .. فلم تأتوني بدليل وبرهان قاطع على صحة كلامكم .. و الانسان يخطأ في طبيعة الحال .. وفي ختام حديثي اقول ان الرجل افضى الى ما قدم إليه .. رحمه الله رحمة واسعه وتجاوز عنه واسكنه فسيح جناته "

أحب أن أختم بقصيدته التي رثى فيها نفسه قبل الموت .. وآسف على الإطالة :


أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألام مهما طغت

بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل

يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل

أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل

أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني ..
هديل


تحياتي : ) 

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    مدونة رائعة و ممتازة عزيزي عبد المجيد

    ننتظر المزيد : )

    وتغمد الله الفقيد بواسع رحمته

    ابو خالد

    ردحذف
  2. تمارا الحبيب18 أغسطس 2010 في 6:13 م

    رائع ما كتبت =)
    فعلا كثير اللي يتكلمون باشياء مو عارفين صحتها ..
    الله يرحمه و يغفر له و يسكنه فسيح جناته يا رب
    انجازته و فعايله كبيرة ..

    شكرا لك عبدالمجيد =)

    ردحذف
  3. تدوينة رائعة
    خصوصا ما كتبت عن الذي يجادل بدون علم
    غفر الله للدكتور واسكنه فسيح جناته
    خالد

    ردحذف
  4. كتبت فابدعت عزيزي ..

    رحمه الله رحمة واسعة من عنده والمسلمين اجمعين

    في انتظار جديدك ..

    ردحذف
  5. هناك من يحمد الله لوفاته و العياذ بالله !

    رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته إنه رحمن رحيم.

    ردحذف
  6. رحم الله ابو يارا واسكنه فسيح جناته

    : )

    ردحذف